الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

اقصاء ام تجميد الاحزاب الحاكمة في ‫‏اليمن‬ ؟!


الكل يعرف تماماً مدى الدماء التي اوغلت فيها الاحزاب الحاكمة في اليمن (المؤتمر-الاصلاح-الحوثيين أو حتى الاشتراكي ايام العنف الثوري) خلال سنوات حكمها و نحن لن نبرئ من ثبت عليهم جرم سفك الدماء فهم خارجون عن هذة الحسبة التي سنسردها هنا و ما جزائهم الا القصاص شرعاً.

لكن هناك الكثير ممن انضموا لهؤلاء تنظيميا لم يدخلوا الا بضغط الظروف و سعياً لعمل شيئاً قد يساعد في تخفيف معاناة مناطقهم البعيدة و النائية عن تلك الأسرة المقدسة في الحكم و مركزيتها المقيتة و أمثال هؤلاء المنضويين تنظيمياً و البعيدين تماماً عن طائفية العائلة و اسرية الحزب
لسنا مع الاقصاء التام لهم و ان كان لا بد من ايقاف النشاط السياسي لهم اما بتجميد الحزبين الحاكمين الذين هما بالاساس اسرة واحدة اختلف افرادها على الحكم أو حتى ايقافهم قيادياً من الثلاثة الصفوف التنظيمية الاولى على الاقل لمدة لا تقل عن خمس سنوات حتى تظهر خيارات جديدة شابة أمام الشعب لكن ان يتركوا للعودة فورا فهذا لا يدع للشعب مجالا للتعرف على مظاهر المرحلة الجديدة و ستعود شريحة واسعة من الشعب المجهل سابقاً لانتخاب أمثال هؤلاء من الوصوليين الذين ما دخلوا هذين الحزبين الا لوصول لاطماع شخصية و بهذا لن نستفيد شيئاً سياسياً واحداً من كل المحن التي مرت علينا و سنظل محلك سر ... الاقصاء الموقت مفيد غالبا في مثل هذة الانظمة الفاسدة و لنا في رسول الله صلى الله علية و سلم عظة و حكمة عندما جمد عتاولة قريش و على رأسهم أبو سفيان و بنو أمية و جعل امانة فقط فيمن يدخل بيتة و ساواه مع الاخرين حتى تتفتح اعين الناس من العامة للدين الجديد و العصر القادم و بشخوص جديدة لم يسبق لها الحكم و الولاية على قريش بل على العالم كله ! 

و الا ستبقى النفوس تعبأ بأحقاد الانتقام التي لا تنتهي .. نعم أكتب هذا و أنا اتألم لكن هكذا هي الدنيا صولات و جولات و الحكمة هي ما تعطي فسحة الأمل !

هكذا هي السياسة "فن الممكن" و ليس على هواي أو هواك

الأحد، 27 ديسمبر 2015

سَـــأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعــــــداءِ


قصيدة "سَـــأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعــــــداءِ"

للشاعر الجميل الشاب "أسير المرض" الحر العزيمة : أبو الــقـــاســـم الــشــابــي


سَـــأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعــــــداءِ     ــ    كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّــــــــــمَّاءِ


أرْنُو إلى الشَّــــــمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً  ــــــ    بالسُّـــــــحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ

لا أرْمـــــــقُ الظِّلَّ الكـئيبَ ولا أرَى    ــــــ  مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّــــــــــوداءِ

وأَســــــيرُ في دُنيـــا المَشَاعرِ حالِماً ـــــــ غَرِداً وتلكَ سَـــــــــعادةُ الشعَراءِ

أُصْغي لمُـوســــــيقى الحَياةِ وَوَحْيِها ـــــــــ وأذيبُ روحَ الكَوْنِ في إنْشَــــائي

وأُصيــــــخُ للصَّــــوتِ الإِلهيِّ الَّذي ـــــــــ يُحْيي بقـــــــــــلبي مَيِّتَ الأَصْداءِ
وأقــولُ للقَــــــدَرِ الَّــــــذي لا ينثني ـــــــــ عَنْ حَرْبِ آمـــــــــــالي بكلِّ بَلاءِ
لا يُطْفِئُ اللَّهـــــبَ المؤجَّجَ في دمي ـــــــــ موجُ الأســى وعواصفُ الأرزاء
فـــاهدمْ فؤادي ما اســــــتطعتَ فإنَّهُ ـــــــ ســــــيكون مثلَ الصَّخرة الصَّمَّاءِ
لا يعـرفُ الشَّــــــكوى الذليلَة والبكا ـــــــــ وضراعَة الأَطفـــــــالِ والضّعفاءِ
ويعيــــــشُ جبّـــــــــَاراً يحدِّق دائماً ـــــــــ بالفجر بالفجرِ الجميــــــــلِ النَّائي
إِمـــــلأْ طريقي بالمخـاوفِ والدُّجى ـــــــــ وزوابعِ الأَشــــــــواكِ والحصباءِ
وانْشـــــر عـــليه الرُّعب وأثر فوقه ـــــــــ رُجُمَ الرَّدى وصواعقَ البأســــاءِ
سَــــأَظلُّ أمشــي رغمَ ذلك عـــازفاً ـــــــــ قيثــــــــــــــــارتي مترنِّماً بغنائي
أَمشــــــــي بروحٍ حـــــــالمٍ متَوَهِّجٍ ـــــــــ في ظُـــــــــــــلمةِ الآلامِ والأَدواءِ
النُّــــــور في قلبي وبيـــنَ جوانحي ـــــــــ فَعَلامَ أخشى السَّــــيرَ في الظلماءِ
إنِّي أنـــــــــا النَّايُ الَّـــذي لا تنتهي ـــــــــ أنغامُـــــــــــــهُ ما دام في الأَحياءِ
وأنــــا الخِضَمُّ الرحْبُ ليـــس تزيدُهُ ـــــــــ إلاَّ حياةً سَــــــــــــــــطْوةُ الأَنواءِ
أمَّـــــا إِذا خمـــدت حياتي وانقضى ـــــــــ عُمُري وأخرسَـــــــتِ المنيَّةُ نائي
وخبـــــا لهيبُ الكون في قلبي الَّذي ـــــــــ قد عاش مِثْلَ الشُّـــــــعْلَةِ الحمراءِ
فأنا السَّــــــــعيد بأنَّني مُتحــــــــوِّلٌ ـــــــ  عن عــــــــــــالمِ الآثامِ والبغضاءِ
لأذوبَ في فجر الجمال الســرمديِّ  ـــــــ وأرتـــوي من مَنْهَـــــــلِ الأَضواءِ
وأَقـــــولُ للجَمْعِ الَّذين تجشَّــــــموا ـــــــــ هَــــدْمي وودّوا لو يخرُّ بنـــــــائي
ورأوْا على الأَشــــواكِ ظلِّيَ هامِداً ـــــــــ فتخيَّــــــلوا أَنِّي قضيْتُ ذمَـــــــائي
وغدوْا يَشُـــــــــبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ما ـــــــــ وجدوا ليشــــــوُوا فوقَهُ أشـــــلائي
ومضَــــوْا يَمُدُّونَ الخُـــوَانَ ليأكلوا ـــــــــ لحمي ويرتشــــــــــفوا عليه دِمائي
إنِّي أقـــــولُ لهمْ ووجهي مُشـــرقٌ ـــــــــ وعلى شـــــفاهي بَسْمَةُ اســـــتهزاءِ
إنَّ المَعــــاوِلَ لا تَهُـــــــــدُّ مناكبي ــــــ والنَّــــــــــارُّ لا تأتي على أعضائي
فارموا إلى النَّار الحشـائشَ والعبوا ـــــــــ يا مَعْشَـــــــرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي
وإذا تمرَّدتِ العَواصـــــفُ وانتشى ـــــــــ بالهـــــــــــــــولِ قلْبُ القبَّةِ الزَّرقاءِ
ورأيتمـــوني طـــــــــــائراً مترنِّماً ـــــــــ فـــــوقَ الزَّوابعِ في الفَضــاءِ النَّائي
فارموا على ظلِّي الحجارةَ واختفوا ـــــــــ خَــــوْفَ الرِّيـــــاحِ الْهُوجِ والأَنواءِ
وهناكَ في أمنِ البيــــوتِ تطارحوا ـــــــــ غَثَّ الحـــــــــــــديثِ وميِّتَ الآراءِ
وترنَّمـــوا ما شــــــئتمُ بِشَـــــتَائمي ـــــــ وتجـــــــــاهَروا ما شـــــئتمُ بعِدائي
أمَّــــــا أنــــــا فأُجيبكمْ مِنْ فوقكمْ ـــــــــ والشَّـــمسُ والشَّــــفقُ الجميل إزائي
مَنْ جَـــــــاشَ بالوحي المقدَّسِ قلبُه ـــــــــ لم يحتفــــــــل بحِجَــــــــــارةِ الفَلتاءِ