أقدام قذرة
ظاهرة غريبة في هذه الفترة بدأت تستشري بين الشباب و الاطفال ألا و هي
المشي حفاة بدون احذية ..فهذا شاب يمر على كوم القمامة المتشظي في الشارع في ظل
الفوضى و المزاجية في تنظيف الشوارع من قبل عمال النظافة و البلدية , و ذاك شاب
اخر بيده طفل يقفزون حفاة على البلاعة المنفجرة بأحشائها النتنه ... الى اخره من
مثل هذه المناظر المخزيات
ان الاستغراب يتعاظم عندما تسمع تبريرات هؤلاء عن فخرهم بأقدامهم الحافية
, البعض منهم يأخذوني لوجهة نظر دينية و كأنه يشرعن هذا الفعل وفقا للسنة النبوية غير
مراعي و لا فاطن لتغير الزمان و المكان ففي زمن النبي صلى الله علية و سلم كانت
بيوت الخلاء هي الصحراء الواسعة بعيدا عن بيوت المدينه الاهله بالسكان فكانت طرقات
المدن نظيفة ليست كشوارعنا العفنه المنتنة بمجاريها الطافحة و قمامتها المتكدسة
بالقاذورات ثم ان الاوضاع في تلك الفترة كانت شديدة الفقر و لا ننسى ان الخليفة
الراشد عمر بن الخطاب اوقف حد السرقة بسبب المجاعة و الفقر فما بالك بالاستطاعة
على شراء حذاء في تلك الاونه.. اما الان بإمكان الفقير شراء الحذاء لكن للأسف في
العقول اقفالها تضرب ... و مجرد نصوص او هيئات دينية تطبق بحذافيرها بدون وعي و
ادراك لمعاني الدين الاسلامي الحقيقة في التطور للأفضل
اما النوع الاخر فقد تطور بما فيه الكفاية لينزل عليك بنظريات في علم
مناعة الجسم ما انزل الله بها من سلطان فتسمع منه نظرية اكتساب المناعة من "الحفوّنه"
فهو يدوس بأقدامه على تلك الجراثيم ليكتسب منها المناعة !! نعم المناعة , لا
تستغربوا لهذا يجب على كل افراد الشعب ان يتطعموا بجراثيم البلاليع و ميكروبات
الكداديف " القمامة " ! . متناسين أمراض الدودة الشريطية و البلهارسيا و
الاسكارس و دروسها و بديهيات الاصابة بهذه الامراض !
بالله عليكم هل هذه هي عدن التي طالما تغنينا بحضارتها و ثقافتها و
أناس بيننا يمشون حفاة العقول قبل ان يكونوا حفاة الاقدام .. ثم كيف للأباء السكوت
عن هذا التخلف المدسوس لنا لا ندري كيف و متى حل بيننا ؟! هل وصل بنا الحال في عدن
ان نصبح بمثل هذه السطحية في التفكير و السكوت عن الاخطاء من اقرب الناس الينا من
ابنائنا و اخوتنا ..فلا نسمع كلمة واحده من التوبيخ لا في مدرسة و لا بيت !
اسفي و خوفي عليك شديد يا عدن من اهلك و اقدامهم الحافية !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.