الخميس، 7 نوفمبر 2013

كهف افلاطون !


قصة كهف افلاطون هي من اشهر الاعمال الفلسفية على مدي التاريخ و لها قيمتها الادبية والفلسفية العالية. وكما هو واضح من الاسم فان صاحب هذا العمل هو افلاطون. وهذه القصة تتعرض لمصير الحكماء والانبياء و المثقفين وانهم لاكرامة لهم في اوطانهم. فهؤلاء بالرغم من انهم اصحاب رؤى مستنيرة وامال مبشرة الا ان العامة قد لاتقبلهم وقد تلفظهم الاغلبية بالرغم من اخلاصهم ونبل مقاصدهم وحسن نواياهم.

وكان افلاطون متأثرا بقصة سقراط ونهايته المأساوية. فسقراط كان رجلا صالحا يدافع عن القيم و الاخلاق و الحق. لكن قومه كرهوه واتهموه بانه يتعرض لالهتهم بسوء وتم الحكم عليه بالاعدام. ومات سقراط نتيجة لهذا الحكم الظالم ولم يهرب بالرغم من ان الفرصة قد واتته لعمل ذلك ولكنه فضل الموت على ان يكسر القانون اللذي عاش طوال عمره لينادي باحترامه.

وتتكون القصة من 5 اجزاء:

1 مجموعة من المساجين محبوسون منذ نعومة اظافرهم في كهف تحت الارض. وهم يجلسون بحيث تكون ظهورهم موجهة لمدخل هذا الكهف. وهم مكبلون من اعناقهم وارجلهم بحيث انهم لا يستطيعون القيام أو الالتفات الى الخلف. ويوجد خلف هؤلاء المساجين مسرح عالى لايرونه كمسرح العرائس المتحركة. وتوجد فوق هذا المسرح نار خافتة هي مصدر الاضاءة الوحيد في هذا الكهف. ويمر امام هذه النار حراس وهم يحملون تماثيل ونماذج للاشياء المختلفة كالحيوانات و النباتات الى اخره. فيري المساجين ظلال هذه التماثيل و النماذج على الجدار القائم امامهم. واحيانا يصدر الحراس اصواتا  فيعتقد المساجين ان هذه الاصوات تصدر من الظلال امامهم. ويكون شاغل المساجين الشاغل هو تفسير هذه الظلال. وقد يتبارون فيما بينهم في تفسير ما يرونه ومن منهم صاحب افضل تفسير.

2 يتقدم احد الحراس نحو سقراط القابع وسط هؤلاء المحبوسين ويجبره ان يدير عنقه الى الخلف ليرى النار ويري الاشياء المحمولة في الخلف. فهل ستكون هذه العملية سهلة؟ بالتأكيد لا. فهذه عملية مؤلمة. وسوف يقاوم ادارة رقبته. كما ان ضياء النور المباشر قد يضايق عينيه. و اذا اخبره احد الحراس ان هذه الاشياء هى اقرب للواقع من الظلال اللتى يراها على الجدار فهل سيؤمن بذلك؟ بالتأكيد لا. بل سيعتقد ان الظلال اللتى كان يراها والفها طوال عمره هي الحقيقة وان هذه النماذج و التماثيل هي شئ مصطنع و ليس اصلى.

3 الان يجبر الحراس سقراط على النهوض والخروج خارج الكهف الي ضوء النهار. بالطبع ستكون هذه العملية في غاية القسوة. فشدة الضوء سوف تعمي عينه عن الرؤية و سوف يصاب بالذعر والحيرة. ولكن بعد فترة سيتعلم ان يتأقلم على الوضع الجديد. فسوف ينظر اولا الى ظلال الاشياء على الارض  وبعد فترة سينظر الى انعاكاساتها فوق سطح الماء وبعد فترة سينظر الى الاشياء مباشرة . وسيدرك العلاقة بين هذه الاشياء  و الظلال اللتى كان يراها سابقا في الكهف. ثم بعد ذلك سينظر الى السماء ليري الضياء و النجوم و القمر.

4 الان سوف ينظر سقراط الى الشمس نفسها ويدرك انها مصدر الضياء في الكون بل انها مصدر النار اللتى كانت في الكهف. وسيدرك الحقيقة كاملة وسيرثى على حاله سابقا وحال زملائه في الكهف الان. حيث انهم قابعون في اوهام ولا يدركون عن الواقع شيئا.

5 الان ينزل سقراط مرة اخرة الى الكهف حيث يوجد رفاقه السابقون. ولكن سقراط قد طرأ عليه تغيير فهو لم يعد سقراط القديم وعيناه لم تعد معتادتين على الظلام كما كانتا في السابق. وسيعتقد زملاؤه ان رحلته للخارج قد اتلفت عينيه وسيحاول ان يخبرهم بالحقيقة ولكنهم لن يصدقوه وسيفشل في اى تحدي يخوضه معهم فعيناه لم تعد تدرك ما كانت تدركاه سابقا.وسيسخر منه زملاؤه وسيقولون ان عقله قد تلف ايضا. واذا حاول ان ينهضهم بالقوة ويحملهم على الخروج الى الخارج فسوف يثورون عليه وقد يقتلوه.

كانت هذه قصة كهف افلاطون. ومن خلال هذه القصة يلمح افلاطون الى النقاط التالية:

1 المرحلة الاولى تعبر عن الواقع القائم. فالناس عبيد لحواسهم المباشرة. ومايدركونه من صور واصوات ليس الا زيف وخداع واشياء زائلة و لاتعكس الحقيقة الاصيلة الاصلية.

2 الجزء الثانى من القصة يمثل اول مراحل الادراك. وهذه العملية مؤلمة وفيها يدرك الانسان حقائق اعمق ويضحي بالصور المباشرة اللتى تقدمها لها حواسه مقابل تفسير اعمق واشمل. وهذه المرحلة تمثل مرحلة اكتساب العلوم الطبيعية التجريبية

3 الجزء الثالث. وهو يمثل ثانى مراحل الادراك وفيها يتعرف الانسان على اصل الاشياء وعلى الافكار الحقيقية الصحيحة خلف المظاهر المختلفة. وهذا يمثل علم الرياضيات والفنون

4 الجزء الرابع وهو يمثل المرحلة النهائية للأدراك البشري وفيها يدرك الانسان الحقيقة الاساسية اللتى هي وراء كل الحقائق الاخرى

5 الجزء الخامس وهو يمثل الالتزام الاخلاقى لسقراط او للفيلسوف عموما بتوعية اهله وتنويرهم حتى وان كان ذلك يمثل خطورة عليه وان ارادوا قتله.

وهنا نكون انتهينا من عرض موضوع قصة الكهف لافلاطون. وهي قصة قد تبدو  مثيرة  ومسلية. بل يمكن ان تكون اكثر من ذلك فقد تكون باعثا على التأمل والتدبر فيما وراءها. لكن لموضوع هذه القصة  ولعالم الافكار الميتافيزيقى الافلاطوني محاولات للاستخدام في مجالات تطبيقات الكمبيوتر. فموضوع البحث فيما وراء الاشياء  وعلم الوجود او الانتولوجي  امر يهم محركات البحث كجوجل. فعندما يدخل انسان انه يبحث عن مكان للنوم مقابل اجر فعلى ماكينة البحث ان تدرك انه يبحث في حقيقة الامر عن فندق.

الخميس، 14 فبراير 2013

أقدام قذرة !


أقدام قذرة


ظاهرة غريبة في هذه الفترة بدأت تستشري بين الشباب و الاطفال ألا و هي المشي حفاة بدون احذية ..فهذا شاب يمر على كوم القمامة المتشظي في الشارع في ظل الفوضى و المزاجية في تنظيف الشوارع من قبل عمال النظافة و البلدية , و ذاك شاب اخر بيده طفل يقفزون حفاة على البلاعة المنفجرة بأحشائها النتنه ... الى اخره من مثل هذه المناظر المخزيات
ان الاستغراب يتعاظم عندما تسمع تبريرات هؤلاء عن فخرهم بأقدامهم الحافية , البعض منهم يأخذوني لوجهة نظر دينية و كأنه يشرعن هذا الفعل وفقا للسنة النبوية غير مراعي و لا فاطن لتغير الزمان و المكان ففي زمن النبي صلى الله علية و سلم كانت بيوت الخلاء هي الصحراء الواسعة بعيدا عن بيوت المدينه الاهله بالسكان فكانت طرقات المدن نظيفة ليست كشوارعنا العفنه المنتنة بمجاريها الطافحة و قمامتها المتكدسة بالقاذورات ثم ان الاوضاع في تلك الفترة كانت شديدة الفقر و لا ننسى ان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب اوقف حد السرقة بسبب المجاعة و الفقر فما بالك بالاستطاعة على شراء حذاء في تلك الاونه.. اما الان بإمكان الفقير شراء الحذاء لكن للأسف في العقول اقفالها تضرب ... و مجرد نصوص او هيئات دينية تطبق بحذافيرها بدون وعي و ادراك لمعاني الدين الاسلامي الحقيقة في التطور للأفضل
اما النوع الاخر فقد تطور بما فيه الكفاية لينزل عليك بنظريات في علم مناعة الجسم ما انزل الله بها من سلطان فتسمع منه نظرية اكتساب المناعة من "الحفوّنه" فهو يدوس بأقدامه على تلك الجراثيم ليكتسب منها المناعة !! نعم المناعة , لا تستغربوا لهذا يجب على كل افراد الشعب ان يتطعموا بجراثيم البلاليع و ميكروبات الكداديف " القمامة " ! . متناسين أمراض الدودة الشريطية و البلهارسيا و الاسكارس و دروسها و بديهيات الاصابة بهذه الامراض !
بالله عليكم هل هذه هي عدن التي طالما تغنينا بحضارتها و ثقافتها و أناس بيننا يمشون حفاة العقول قبل ان يكونوا حفاة الاقدام .. ثم كيف للأباء السكوت عن هذا التخلف المدسوس لنا لا ندري كيف و متى حل بيننا ؟! هل وصل بنا الحال في عدن ان نصبح بمثل هذه السطحية في التفكير و السكوت عن الاخطاء من اقرب الناس الينا من ابنائنا و اخوتنا ..فلا نسمع كلمة واحده من التوبيخ لا في مدرسة و لا بيت !
اسفي و خوفي عليك شديد يا عدن من اهلك و اقدامهم الحافية !